بسم الله الرحمن الرحيم
لابد للإنسان عامة والشباب خاصة أن تكون لهم علاقات وصداقات وأصحاب وأحباب يأنسون إليهم في
وقت فراغهم ويساعدونهم عند شدتهم ويستشيرونهم فيما يلم بهم
وهذا أمر قد جبلت وفطرت عليه النفس البشرية فلا يمكن لها أن تنفك عنه.
ومن المسلم به أن الناس يختلفون في اختيار الصديق والجليس بختلاف أفكارهم وآرائهم وطباعهم
وعاداتهم وميولهم.
** ضرورة وجود قواعد وأسس لاختيار الصديق **
ونظراً لخطورة الصديق وتأثيره البالغ على الإنسان فإنه لابد أن تكون هناك ضوابط وقواعد لاختياره
وإلا أصيب الإنسان بالضرر والعنت..
ولذا يحذر القرآن الكريم من صديق السوء في غير ما موضع من كتاب الله في إشارة
إلى ضرورة اختيار الصديق وفق مواصفات معينة ..
يقول سبحانه:
ويوم بعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً * يا ويلنا ياليتنا لم أتخذ فلاناً خليلاً
لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولاً
فتأمل حفظك الله كيف كان هذا الصديق والخليل سبباً لدخول هذا البائس عذاب الله .. وبعده عن رحمته
الأصدقاء ليسوا كلهم على درجة واحدة بل إنهم يختلفون فبعضهم أنت بحاجة له دائماً وهذا أخطرهم
وبعضهم تفرضه عليك الظروف وطبيعة الحياة وإن كنت لا تريده وبعضهم شر و وبل عليك
وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله:
الأصدقاء ثلاثة: أحدهم كالغذاء لابد منه ، والثاني كالدواء يحتاج إليه في وقت دون وقت ،
والثالث كالداء لا يحتاج إليه قط.
وقال أحد السلف:
الأخ الصالح خير لك من نسفك ، لأن النفس أمارة بالسوء والأخ الصالح لا يأمر إلا بالخير.
ويقول الإمام الشافعي رحمه الله:
لولا القيام بالأسحار وصحبة الأخيار ما اخترت البقاء في هذا الدار.
** معايير اختيار الصديق **
أقام الإسلام العلاقة الاجتماعية على المثل والفضيلة وعلى رعاية الأخوة بين المؤمنين
وحفظ حقوقهم وحريتهم الشخصية وأعراضهم وأموالهم..
ولأهمية الصداقة والأخوة في الإسلام أنزل الله سبحانه وتعالى هذه الآيات:
قال تعالى: (إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون )
ولأهمية اختيار الصديق الصالح أخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام بصفات جليس السوء .. حيث قال:
إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك
وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبه ، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثه
ومن هنا نصل إلى أهم معايير اختيار الصديق ، وتتمثل في الآتي:
1- أن يكون صالحاً .
2- أن يكون على خلق حسن .
3- أن يكون أميناً .
4- أن يكون وفياً .
5- أن يكون ناصحاً .
ومن الأمثلة الجيدة على أهمية اختيار الصديق الصالح ما نراه عند الناس الناجحين في حياتهم
العلمية والعملية حيث أنهم وفقوا في اختيار الجليس الصالح ، فنجحوا في جميع أمورهم ،
ولعل هذا يدعوك إلى أن تبحث عن الشخص الذي يتصف بتلك الصفات لتتخذه صديقاً لك .
وأخيراً اعلم أن قضية الصحبة قضية دين وليست دنيا فقط وتأمل ما رواه
أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال:
الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل.
وتذكر هذا القول : قل لي من تعاشر أقل لك من أنت .
والسلام خير الختام