<HR style="COLOR: #14213f" SIZE=1>
بسم الله الرحمن الرحيم
للرجوله معانا كثيره
الاشخاص : اسامه , اخته مريم , امل , يارا , اسراء بالاضافه الى الراوى
البدايه: طرقات على الباب , فيتجه اسامه الى الباب حتى يرى من الطارق...واذا به ساعى البريد محضرا خطابا الى اسامه قد كتب عليه من الخارج < ارميدا > وهى بلده صغيره من بلاد الارياف الى توجد بدوله < يوجيريا > فى القاره الافريقية , كان اسامه يعرف انها من اخته < مريم > التى تعيش هناك وتعمل مساعدة لطبيب الوحده الصحيه فى هذه البلده والبلاد المجاوره ايضا والتى كانت تصر على الا تعود ابدا وان تظل بهذه البلده حتى تساعد كل هولاء الفلاحين الذين يحتاجون الى مساعدتها الى اقصى حد ..... ففتح اسامه الرساله داعيا ان تكون اخته على خير وان تحمل هذه الرساله اخبار ساره عن اخته , فقرأ ما فى الرساله من كلمات فكانت ان اخته تقرائه السلام و تسئله عن حاله وعن اخباره وكيف يعيش وهل وجد شريكه لحياته ام ما زال يبحث عنها وكل هذا الكلام الذى يحمل معه الام الغربه والحنين الى الاهل والمنزل اما الجديد فى هذه الرساله فكان
: لقد تقدم لى شابا من اهل البلده وهو مسلما كما انه على خلق كبير ومن احسن شباب البلده ولكننى لم ارد عليه الا قبل ان اخذ رأيك وموافقتك عليه او رفضك له والى هذا الحين فأنا فى انتظارك ان تاتى حتى تكون اخى ووكيلى فى هذا الامر ...
اختك < مريم >
وعندما قرأ اسامه هذه الرساله لم يفكر كثيرا بل اعد شنطه سفره واخذ عده ايام أجازه من عمله كمحاسب فى شركه <......> وحجز تذكره سفر < ذهاب وعوده > الى يوجيريا على اقرب طائره فكانت بعد يوما واحد من تاريخ وصول رساله اخته ولقد حرص على سرعه السفر من شده حبه لاخته فهو يعلم انه منذ وفاة والديهما منذ ثلاث سنوات وهى اصبحت وحيده بل انها سافرت الى يوجيريا فى الاصل حتى تستطيع ان تتغلب على احزانها وهذا بمداوه كل مريض يحتاج الى العلاج , وفى الطائره كان اسامه يتذكر كل ايام حياته وطفولته هو واخته مريم عندما كانوا يعيشون معا مع والديهما وهما على قيد الحياة لقد كانت فعلا اياما لا تنسى حتى انه اصبح يندم على كل يوم من هذه الايام التى يعرف انها لن تعود ابدا ولكنه ايضا يعرف ان هذه هى سنه الحياه ويجب ان يتقبلها مهما كانت لقد علمه ابيه ان يكون رجلا منذ الصغر بكل مافى الكلمه من معانى وياليت والده كان هنا حتى يرى ما اصبح عليه اسامه اليوم فقد اصبح من احسن الرجال فى يومنا هذا وقد تعرف هذا من جميع اصحابه الذين يعرفوه خير المعرفه فلقد شهدوا معه اياما ومواقف لاتنسى من الكرم وحب الاخرين والصدق والامانه ..... نعم لقد وجدوه فيه خير صديق بل و خير جارا واخا وابا فى بعض الاوقات ايضا بل واصبح كل منهم يتمنى فى نفسه ان يكون مثل اسامه فى كل شىء فلقد علمه ورباه ابيه احسن تربيه فأصبح على ماهو عليه اليوم ......... واثناء استرساله فى ايام حياته وطفولته مع اخته قطع حبل افكاره صوت قائد الطائره وهو يعلن الوصول الى مطار < موريكو > وهو المطار الوحيد فى دوله يوجيريا ومن هنا تبدأ المتاعب فلقد عرف اسامه انه وحتى يستطيع ان يصل الى بلده ارميدا والتى تسكن بها اخته وجب عليه ان يستقل اى وسيله من وسائل المواصلات والتى تصل بين المطار وبين بلده ارميدا وهى عاده ما تكون عباره عن حافله ضخمه من النوع القديم والتى تتكدس بالناس لمده تسع ساعه فى هذه الطرق الوعره حتى تصل الى وجهتها المحدده على ان تتوقف ثلاث او اربع مرات حتى يستريح الجميع من مشقه السفر .... وبعد انتظار لمده ساعتين كاملتين وصلت الحافله المزعومه وهى تصدر ذلك الصوت المزعج والذى يكاد ان يعلن عن تعطلها فى اى لحظه من كثره العمل ...... فلم يبالى اسامه فلقد تعلم طوال عمره ان يكون قنوعا وتوجه الى الحافله حتى يجد لنفسه مكانا فارغا يجلس فيه , على انه لم يكن الوحيد الذى ينتظر بل انه فى الحقيقه كان ركاب الطائره جميعا ينتظرونها مثل اسامه ايضا فهى الوسيله الوحيده التى تصل بين المطار وبين معظم البلدان البعيده مثل ارميدا ..... فتوجهت هذه الحشود والذين يتكون عددهم من حوالى اربعين فردا من الرجال والنساء على السواء الى الحافله حتى يتكدسوا بها بأى شكل ممكن فالمهم هو ان يصلوا الى وجهتهم المحدده . وهنا قابل اسامه كل من يارا واسراء وامل فى الحافله فكانت امل تجلس بجواره بينما يارا تجلس فى احد الكرسيين المقابلين له فى الجزء الايمن من الحافله
وكانت اسراء واقفه تبحث عن احد المقاعد الخاليه هبائا حيث انها كانت قد امتلات جميعا بالراكبين فلم تجد لنفسها اى مكان ومن لا يجد لنفسه مكان فيجب عليه ان يترجل من الحافله وينتظر فى احدى الفنادق الموجوده بجانب المطار حتى تأتى الحافله من جديد حيث ان المشكله لم تكن فى عدد ساعات السفر ولكنها كانت فى ان الحافله كانت هى الوسيله الاولى والاخيره للسفر الى اى مكان والاكبر من ذلك انه لا توجد حافله اخرى مشابهه لها انما هى هذه الحافله الوحيده من نوعها الموجوده فيجب ان تنتظر حتى تبدأ رحلتها وتسافر مده السبع ساعات ثم تسع ساعات اخرى حتى تعود ومن ثم ضياع يوما كاملا حيث ان رحلتها القادمه تكون فى منتصف الليل ممايزيد من خطورتها فيضطر معظم المسافرين الى الانتظار الى الرحله القادمه فى الصباح .... اما فى الوضع الراهن فى الحافله فقد اضطرت اسراء الى ان تنزل من الحافله لعدم وجود مكان خالى لها ولكن اسامه رأى ذلك فلم يستطع الا ان ينهض من مقعده ويدعو اسراء الى الجلوس مكانه عى ان يقف هو طوال الرحله حتى يصلوا بسلام فرفضت اسراء فى بادىء الامر ولكنها ومع الحاحه المستمر وحاجتها الى هذه الرحله بشده وافقت على ان يستبدلوا الجلوس كل ساعتين او اقل حتى يرتاح اسامه ومع موافقته< الشكليه فقط > بدأت الحافله بالتحرك فكانت امامهم رحله طويله مليئه بالمتاعب فماذا كانت هذه المتاعب فلنراها معا
مرت ساعتين و الحافله تسير فى هذا الطريق المتعرج والذى يمتاز بأسوا الصفات التى ممكن ان تتواجد فى طرق العالم كله فقد كان غير ممهد ملىء بالصخور و الحفر والانحناءات الاسطوريه التى تجعل الحافله تميل حتى تكاد ان تهوى على احدى جانبيها من شده الانحناءة ومع الحر الشديد ورائحه الانفاس التى تفوح من كل شىء فى الحافله كنت الرحله عباره عن كابوس << رخم >> يرفض ان ينتهى , كما انه فى اثناء الرحله اعلن السائق زياده فى الاجره بمقدار النصف فشاعت حاله من الصخب والشغب فى الحافله من الراكبين اعتراضا على هذه الزياده الاجباريه والتى كان يعلم السائق ان الجميع سوف يدفعونها اضطرارا والا كتب على اى منهم النزول من الحافله والسير كل هذه المسافه حتى يصل الى وجهته , اما اسامه فكان من اول المعترضين ولكنه فكر قليلا فى عواقب الامتناع عن الدفع فى انه
اولا : سوف يتأخر على اخته والتى تنتظره بفارغ الصبر حتى يتم زواجها واما السبب الثانى: فى انه اذا اعترض وقام بالنزول من الحافله فسوف تضطر اسراء هى الاخرى فى النزول خاصه انه تجلس مكانه اذ ان اسامه هو الذى كان سوف يدفع مقابل المقعد التى تجلس به اسراء فلم يكن على استعداد ان يجعلها تواجه مثل هذا الموقف بنزوله و دفعها هى تذكره الحافله وحدها ومع ان هذه المشكله قد تبدو لبعض الناس بسيطه الا انها لاسامه كانت كبيره جدا فهو لم يعتد على ان يضع من وثق به فى مثل هذ الموقف , لذا فقد قبل اسامه ان يدفع الزياده ....... وبعد مرور ساعه اخرى حدثت المشكله الثانيه وقد كانت اثناء توقف الحافله فى احدى المناطق الدغلية للراحه فنزل جميع الركاب وبحث كل منهم عن شجره كبيره او صغيره حتى يحتمى بها من وهج الشمس القاتله فقد كانت بالفعل اشعه الشمس فى هذه المنطقه انما هى من قوتها تكاد ان تحرق الجلد وان تنفذ الى العظم من شدتها .. فتوجه اسامه بعد ان نزل من الحافله هو و اسراء الى شجره بعيده حتى يحتموا من الشمس وتبعهم بالصدفه كل من امل و يارا وجلسوا جميعا تحت هذه الشجره الكبيره فكانت هذه هى اول مره يجتمعون معا فى مكانا واحد بهذا الشكل وبداؤا الكلام جميعا عن صعوبه الرحله وعن مشكله زياده الاجره وعن حر الشمس القاتله حتى تعرفوا جميعا على بعض مع تقديم اسراء لاسامه على انه منقذها الذى لولاه لكانت الان فى احدى فنادق المطار منتظره حتى يوما اخر .... وبعد خمس دقائق من اتمام التعارف وجدوا جمعا من الراكبين يتجهون شمالا فقام اسامه حتى يعرف ما الذى يحدث فعرف انه هنالك بئر ماء فى هذه الناحيه يستخدمه المسافرون فى ارواء عطشهم من طول الرحله وشده الحر فذهب اسامه حتى يخبر البنات بما عرف و كان من الكرم حتى يتطوع بأن تكون مهمه احضار الماء اليهم من نصيبه ولكن الامور لم تكن بهذه الرقه معهن طويلا فما ان ابتعد اسامه حتى يحضر الماء اذا بالحافله تتحرك بسرعه مغادره تاركا ورائها حوالى خمس عشر شخصا من الرجال والنساء ورحلت . لم يدرك البعض منهم مالذى يحدث فلم يفعلوا شيئا واما من ادرك فكانت له نفس النهايه ايضا فلم يعرفوا ماذا يفعلون لقد رحلت الحافله بسائقها الجشع المحب للمال وتقريبا انه سوف يأخذ راكبين اخرين من الطريق او من البلاد المجاوره حتى يزيد من رزقه وهذه وللعلم لم تكن اول مره حتى ان من تعود على السفر بالحافله انما اصبح يعرف هذه اللعبه وعندما يترجل كل الراكبين يظل هو جالسا حتى لا تتركه الحافله وترحل , اما عن باقى الركبين فاعترض بعضهم على هذه المعامله الغير متحضره التى يعامل بها الراكبين ولكنهم لم يلبثوا ان صمتوا بعد ان هددهم السائق بأنزال كل من يعترض < لديه شىء يقوله > واكملت الحافله طريقها وتركت ابطالنا على ابواب هذه الادغال المتشابكة مهدده حياه كل من له الجرأة على تحدى قوى الطبيعه , فلم يصدق اى من المسافرين ما حدث و بعد حاله من الهستريا ومن تسمعه يعلن عن الضياع الكامل ومثلا هذه التفاهات هدأ الجميع وابدو ثلاثه حلول بعد مناقشاتهم الطويله وكانت :
اولا :ان يظلوا فى هذا المكان حتى مرور اى وسيله للمواصلات حتى تقلهم او انتظار الحافله فى اثناء عودتها
وطبعا هذا الخيارقد قوبل بالفشل حيث ان الحافله هى الوسيله الوحيده للمواصلات هنا وثانيا انها اثناء عودتها تكون محمله بالركبين فلن تتوقف لمساعدتهم فى الحقيقه
ثانيا : العوده سيرا الى المطار والذى قد بدأت منه رحلتهم وهى مسافه اربع او خمس ساعات < وربما اكثر > من السير
ثالثا : وهو السير الى اقرب بلده مجاوره وهى الشىء الوحيد الذين لايعرفوه عنه اى شىء حيث لم يعرفوا ان اقرب بلده هى بلده < ريويجى > وهى تبعد عنهم مسافه < ............ > وسيرا حوالى سته ساعات بالسرعه العاديه وهذا قبل ان يحل الليل عليهم , فتفرق القوم فمنهم من اختار الاختيار الثانى ومنهم من اختار الاختيار الثالث حتى ان بعضهم قد اختاروا الاختيار الاول لسبب لا اعلمه حتى الان .. وتابع كل منهم رحلته اما ابطالنا فقد رجع اسامه محملا بالماء ليجد ان الحال قد انقلب 180 درجه واصبحوا فى خبر كان كما قال احد الراكبين الثائرين ولكنه لم يتعصب بل هدأ وقرر ان يفكر مع الاخرين بهدوء واخير كان ممن اختاروا الاختيار الثالث وتبعه فى هذا ايضا كلا من اسراء ويارا و امل حيث كان هو بالنسبه لهن الملجأ الاول والاخير فى هذه الرحله .......... وأنتهى الفصل الثانى من القصه تاركا معه الكثير من المتاعب ولكن هنالك دوما فرصه امل .